صحة

 الشقيقة: الأسباب والأعراض وطرق العلاج الفعالة

 الشقيقة: الأسباب والأعراض وطرق العلاج الفعالة

الشقيقة أو الصداع النصفي ليست مجرد صداع عادي، بل هي حالة مرضية معقدة، يمكن أن تعيق الحياة بشكل كبير، وتجعل المصابين بها يبحثون عن أي ملجأ من الألم، وغالبًا ما يكون مكانًا مظلمًا وهادئًا هو الحل الأمثل للاستلقاء.

في بعض الحالات، تسبق نوبات الشقيقة علامات تحذيرية، أو قد تصاحبها أعراض مزعجة، مثل وميض الضوء، أو تشوش الرؤية، أو الشعور بوخز في الأطراف، أو الغثيان، أو القيء، أو الحساسية المفرطة للضوء والضوضاء، هذه الأعراض تجعل الشقيقة تجربة قاسية، قد تشل حركة المريض وتؤثر على قدرته على ممارسة حياته الطبيعية لساعات أو حتى لأيام.

لحسن الحظ، شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا كبيرًا في فهم الشقيقة وكيفية التعامل معها، إذا كنت تعاني من الشقيقة ولم تجد العلاج المناسب في الماضي، فمن المستحسن استشارة طبيبك مرة أخرى، فقد تكون هناك خيارات علاجية جديدة متاحة لك.

على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ للشقيقة حتى الآن، إلا أن الأدوية تلعب دورًا هامًا في تقليل تكرار النوبات وتخفيف حدة الأعراض، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتغييرات نمط الحياة الصحية أن تحدث فرقًا كبيرًا في إدارة الشقيقة والسيطرة عليها.

طرق التعامل مع الشقيقة
طرق التعامل مع الشقيقة

 أعراض الشقيقة: دليل شامل

تتنوع أعراض الشقيقة من شخص لآخر، وقد تشمل نوبة الشقيقة جزءًا من الأعراض التالية أو كلها:

إقرأ أيضا: سرطان البنكرياس: الأسباب الأعراض التشخيص – وأحدث طرق العلاج لعام 2025
  •  ألم نابض أو خافق في الرأس، يزداد مع الحركة.
  •  حساسية للضوء والصوت والروائح.
  •  غثيان وقيء.
  •  تشوش الرؤية أو رؤية هالات حول الأضواء.
  •  دوخة ودوار.
  •  ألم في الرقبة والكتفين.

عادةً ما تستمر نوبة الشقيقة من 4 إلى 72 ساعة إذا لم يتم علاجها، ولكن تكرار النوبات يختلف بشكل كبير، فقد يعاني البعض من نوبات متكررة عدة مرات في الشهر، بينما يعاني آخرون من نوبات متباعدة مرة أو مرتين في السنة.

جدول يوضح الفرق بين أنواع الصداع المختلفة.
جدول يوضح الفرق بين أنواع الصداع المختلفة.

تختلف شدة الشقيقة أيضًا، ففي حين يعاني معظم الأشخاص من صداع بدون علامات تحذيرية، إلا أن البعض الآخر تظهر لديهم علامات إنذار مبكرة تنبئ بقرب حدوث النوبة.

صداع نصفي مع الأورة: نافذة على الدماغ

يشعر بعض الأشخاص بعلامات تحذيرية قبل 15 إلى 30 دقيقة من بدء الصداع، وتُعرف هذه العلامات بـ “الأورة”، وقد تستمر هذه العلامات حتى بعد بدء الصداع، أو قد تبدأ بعد ظهور الصداع، [رسم توضيحي يوضح مناطق الدماغ المتأثرة بالشقيقة].

تشمل علامات الإنذار المبكرة ما يلي:

  •  اضطرابات بصرية، مثل رؤية خطوط متعرجة أو بقع عمياء.
  •  وخز أو تنميل في الذراعين أو الساقين.
  •  صعوبة في الكلام.
  •  ضعف في جانب واحد من الجسم.

في الحالات التي تظهر فيها العلامات المبكرة، وكذلك في الحالات التي لا تظهر فيها، قد يظهر شعور مبكر قبل ساعات أو حتى يوم من بدء الصداع النصفي، وقد يشمل هذا الشعور:

إقرأ أيضا:متى تبدأ أعراض الحمل المبكرة وما هو توقيت ظهورها؟
  •  تغيرات في المزاج.
  •  تعب وإرهاق.
  •  صعوبة في التركيز.
  •  اشتهاء بعض الأطعمة.

الشقيقة في مرحلة الطفولة والمراهقة

تبدأ الشقيقة عادةً في فترة الطفولة أو المراهقة أو لدى الشباب، وقد يقل تكرارها أو شدتها مع التقدم في العمر، تستمر نوبة الشقيقة لدى الأطفال لفترة أقصر منها لدى الكبار، ولكن الألم يمكن أن يكون شديدًا ويشل حركة المريض، ويصاحبه شعور بالغثيان والقيء والدوار والحساسية المفرطة للضوء، وعادةً ما يشعر الأطفال بالشقيقة في كلا شقي الرأس.

أسباب وعوامل خطر الشقيقة: ما الذي يحفز الألم؟

لا يزال موضوع الصداع بشكل عام غير مفهوم تمامًا، ولكن يعتقد بعض الباحثين أن سبب الشقيقة هو التغيرات الحاصلة في عمل العصب ثلاثي التوائم، بالإضافة إلى خلل في توازن المواد الكيميائية في الدماغ، من بينها السيروتونين، الذي يعمل كمنظم لنقل إشارات الألم في هذا المسار، [رسم بياني يوضح دور السيروتونين في الشقيقة].

 العوامل التي تحفز نوبات الشقيقة

بغض النظر عن الآلية التي تؤدي للشعور بالصداع، هناك عوامل محددة يمكن أن تحفز الشقيقة، وتختلف هذه العوامل من شخص لآخر، ولكن من بين الأكثر شيوعًا:

  •  التوتر والقلق.
  •  تغيرات في النوم.
  •  بعض الأطعمة والمشروبات، مثل الشوكولاتة والكافيين والكحول.
  •  تغيرات في الطقس.
  •  الروائح القوية.
  •  الأضواء الساطعة أو الوامضة.
  •  تخطي الوجبات.
  •  الجفاف.

الوراثة والجنس والهرمونات: عوامل مؤثرة

يلعب التاريخ العائلي دورًا هامًا في الشقيقة، فإذا كان كلا الوالدين مصابين بالشقيقة، فعلى الأرجح أن يصاب الطفل أيضًا بالمرض، وحتى الأشخاص الذين عانى أحد والديهم من صداع الشقيقة معرضون لخطر الإصابة بالمرض.

إقرأ أيضا:متى تبدأ أعراض الحمل بالظهور قبل الدورة: دليل شامل للعلامات المبكرة

النساء أكثر عرضة للإصابة بالشقيقة من الرجال بثلاثة أضعاف، وخلال فترة الطفولة تكون نسبة الإصابة بالصداع لدى البنات والبنين متساوية، بينما تكون النسبة مرتفعة أكثر وسط الشابات بعد جيل المراهقة مقارنة بالشبان.

الكثير من النساء اللواتي يعانين من الشقيقة يشعرن بالصداع في الفترة التي تسبق الحيض أو بعد فترة قصيرة من بدايته، ولهذا قد تحصل تغييرات على الصداع خلال فترة الحمل أو بعد انقطاع الطمث.

رسم توضيحي يوضح العلاقة بين الهرمونات والشقيقة
رسم توضيحي يوضح العلاقة بين الهرمونات والشقيقة

لدى النساء اللواتي تتأثر الشقيقة لديهن بالحمل والدورة الشهرية، يُحتمل ازدياد شدة الصداع لديهن عقب استعمال حبوب منع الحمل أو علاج هرموني بديل.

 مضاعفات الشقيقة: كن على دراية بالمخاطر

قد يؤدي علاج الصداع نفسه إلى بعض المشكلات، فمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأيبوبروفين والأسبرين، من الممكن أن تسبب آلامًا في البطن ونزيفًا وقرحة، خاصةً عند أولئك الذين يتناولون جرعات كبيرة أو يتناولون الدواء لفترات طويلة، في الآتي أبرز المضاعفات:

 1. الصداع المرتد: حلقة مفرغة

إن الأشخاص الذين يتناولون أدوية دون وصفة طبية أو حتى مع وصفة طبية أكثر من مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا أو بكميات مفرطة يعرضون أنفسهم لمضاعفات خطيرة معروفة باسم الصداع المرتد.

يظهر الصداع المرتد في الحالات التي تفشل فيها الأدوية في منع الصداع، بل تصبح هي سببًا للصداع، ونتيجة لذلك يتناول الشخص المزيد من الأدوية ويقع فريسة دائرة قاسية.

 2. متلازمة السيروتونين: تفاعل خطير

إن متلازمة السيروتونين نادرة، وهي تفاعل بين الأدوية التي من الممكن أن تؤدي للموت، قد تظهر هذه المتلازمة عند تناول أدوية مضادة للاكتئاب تسمى مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الاختيارية أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين الاختيارية مع أدوية لعلاج الشقيقة من عائلة التريبتان.

الأدوية المثبطة لإعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين الاختيارية شائعة وتشمل:

  •  فينلافاكسين.
  • ديسفينلافاكسين.
  •  دولوكستين.

 تشخيص الشقيقة: الوصول إلى جذر المشكلة

لدى الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة أو الذين لهم تاريخ عائلي من المعاناة منها، من المحتمل أن يشخص الطبيب المرض من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني، بينما إذا كان الصداع غير تقليدي، فسيوصي الطبيب بالخضوع لعدة فحوصات، بهدف التأكد من عدم وجود عوامل أخرى ممكن أن تؤدي للصداع.

من هذه الفحوصات ما يأتي:

  •  فحص الدم.
  •  التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  •  التصوير المقطعي المحوسب (CT scan).

 علاج الشقيقة: خيارات متعددة لتحسين جودة الحياة

يوجد العديد من الأدوية التي تم تطويرها والتي تُساهم في علاج الصداع النصفي، بالإضافة إلى أنه يوجد أدوية تُستخدم عادةً لعلاج أمراض أخرى، ولكنها قد تُساعد في تخفيف الصداع أو منعه، يمكن تقسيم أدوية علاج الشقيقة إلى مجموعتين، وهما:

  •  أدوية الإجهاض: تستخدم لوقف الصداع بمجرد أن يبدأ.
  •  الأدوية الوقائية: تستخدم لتقليل تكرار وشدة نوبات الشقيقة.

اختيار الاستراتيجية الملائمة لكيفية علاج الشقيقة يتم بعد الأخذ بالحسبان تواتر وشدة الصداع ومدى تأثيره على قدرة المريض على التحكم بأموره اليومية ووضعه الصحي، فيما يأتي المزيد من التفاصيل:

  •  أدوية الإجهاض تشمل مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والتريبتانات.
  •  الأدوية الوقائية تشمل حاصرات بيتا، ومضادات الاكتئاب، وأدوية الصرع، وحقن البوتوكس.

في معظم الحالات، لا تنجح أدوية الوقاية بمنع الصداع كليًا، ولبعضها تأثيرات جانبية خطيرة جدًا، للحصول على أفضل النتائج، يجب استشارة الطبيب قبل تناول الأدوية الآتية:

  1.  توبيراميت.
  2.  فالبروات الصوديوم.
  3.  بروبرانولول.

 الوقاية من الشقيقة: خطوات استباقية لحياة أفضل

الوقاية هي علاج الشقيقة الأفضل، سواء كنت تتناول مسكنات الآلام أم لا، ويوجد بضعة تغييرات في نمط الحياة بإمكانها المساهمة في تقليل عدد نوبات الشقيقة وتخفيف حدتها، نصيحة واحدة أو أكثر مما يأتي يمكنها المساعدة:

  •  تجنب المحفزات المعروفة.
  •  الحفاظ على جدول نوم منتظم.
  •  ممارسة الرياضة بانتظام.
  •  تناول وجبات صحية ومتوازنة.
  •  شرب كمية كافية من الماء.
  •  إدارة التوتر والقلق.

العلاجات البديلة: خيارات تكميلية

علاج الشقيقة بطرق بديلة من الممكن أن يُساعد الأشخاص الذين يعانون من صداع نصفي مزمن، ويشمل الآتي:

  •  الوخز بالإبر.
  •  التدليك.
  •  العلاج بالأعشاب.
  •  التأمل والاسترخاء.

الشقيقة يمكن أن تكون تحديًا كبيرًا، ولكن مع الفهم الصحيح والعلاج المناسب، يمكنك استعادة السيطرة على حياتك وتقليل تأثير هذا المرض على صحتك وسعادتك، استشر طبيبك لوضع خطة علاجية مخصصة تلبي احتياجاتك الفردية.

السابق
 سرطان البنكرياس: الأسباب الأعراض التشخيص – وأحدث طرق العلاج لعام 2025
التالي
 اعراض الجلطة الدماغية: علامات تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا لعام 2025